الأحد، 10 نوفمبر 2013

يوميات قرية مسمومة

نوفمبر 2013
11
يوميات قرية مسمومة
المصدر: الأهرام اليومى




المصابون بالتسمم من اهالى الشرقية


تسرب الصرف الصحى وراء الكارثة. والمسئولون ينكرون. والأهالى: "والنبى انقذونا"
‎في قرية الزهراء. الوجوم والقلق هو سيد الموقف والخوف ينتاب الجميع بعد أن عاشت

القرية ليلة حزينة شهدت خلالها إصابة العشرات من ابنائها بالتسمم ونقلهم للمستشفيات
 يصارعون الآلام والخوف والهلع من مصير مؤلم مشؤوم مرتبكا وظهرت زجاجات
المياه المعدنية كبديل للمياه الطبيعية التي توقف الجميع عن شربها خشية التسمم والموت
 بعد أن تم اذاعة التحذيرات عبر ميكروفونات المساجد من الإقتراب منها وأكد الأهالي
 أن السبب يعود لسوء حالة خط ومواسير المياه واختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي
 وهو ما حدث من قبل عدة مرات وقبل عدة سنوات وقالوا أنه مع تعدد الشكوي تم نقل المياه
 على خط آخر لكن بقيت بعض المناطق يغذيها نفس الخط وقال محمد يوسف أحد الاهالي
 والذي أصيب ابنه الوحيد أن القرية لا يوجد بها مشروع للصرف الصحي وان الأهالى
يعتمدون على نظام الطرنشات والتى يتم كسحها دوريا باستخدام الجرارات حيث يمر خط
المياه المغذى للقرية من بين تلك الطرنشات بالإضافة لقيام الجرارات بتفريغ حمولتها من
الصرف في ترعة القرية التي تمتد بطولها وأضاف أنهم كثيرا ما طالبوا المسئولين بحل
 تلك المشكلة حرصا على صحة الأهالى ولكن دون مجيب ليتركوهم فريسة للامراض
والتلوث لينهشوا فيهم ‎واستنكر ماهر عبدالرحمن أحد أهالى القرية وأخصائى تغذية تصريحات
 المسئولين التي تتجاهل الحقيقة رغم وضوحها مرجعا سبب تسمم الأهالي لمياه الشرب
وأضاف أن المياه طوال الوقت سيئة وتحولت للعكارة وأحيانا تتحول لأقرب الي السواد
 بخلاف الرائحة ومع ذلك نجد من يدافع عنها، أما عيد جمعه محمد وأحد الذين أصيبوا
 مع جميع أفراد اسرته أنه شعر بآلام شديدة بالبطن وإعياء فور عودتي من العمل ولم اكن
قد تناولت شيئا سوي المياه فقط لافاجئ باسرتي أيضا زوجتي واطفالي تعاني نفس الآلام
وارتفاع في درجات الحرارة، وأكتشف بعدها بقليل للمستشفى ان القرية وكانها أصيبت
 باللعنة ولم نعد نسمع سوي صوت الإسعاف وهي تنقل المصابين، اما زوجته الشابه فحملتنا
 رسالة والنبى قولوا للمسئولين "يحلو لنا مشكلة مياه الشرب والصرف الصحى دى أهم حاجة"
‎في الوقت نفسه أكد الدكتور عصام عبدالله وكيل وزارة الصحة بالشرقية أن تزايد الأعداد يعود
 الي حالة الهلع والذعر التي أصابت القرية حيث لم تكن الأعداد الحقيقية تتجاوز 28 حالة
 إصابة فقط بينما كانت معظم الحالات الأخري نتيجة فوبيا الهلع وسيطرة الخوف والرعب
 عقب إذاعة الانباء عبر مكبرات الصوت عن تسمم الأهالي واتهام المياه التي يشربها الجميع
بانها سبب التسمم وهي حالة طبية معروفة، في حين رجحت أحد المصادر الطبية بأنه لا يجب
 أن نسبق الأحداث وعلينا الإنتظار لحين ظهور النتائج النهائية للعينات مشيرا الي احتمالية
 تناول الأهالي للأسماك الملوثة والتي يتم تربيتها بالمصارف أو بحيرات الصرف الصناعي
 الملوثة التي بدأت تنتشر بصورة غريبة في ظل غياب الرقابة علي الاسواق وهذه غالبا ما

 تظهر أعراض التسمم فيها بعد يومين من تناوله.
‎وبينما كان العشرات يتساقطون واحدا تلو الآخر من أبناء القرية مصابين بأعراض القي

ء وارتفاع درجات الحرارة ودوي سيارات الإسعاف التي تقلهم للمستشفيات لا يتوقف
 ليشارك الاهالي في نقل المصابين ويبدو جليا أنها حالة تسمم جماعي ضربت القرية
 واتجهت الأنظار لحفل الزفاف الذي حضره عدد من المصابين لكن مع تزايد الأعداد
 مع منتصف الليل وانتشار الذعر والهلع والانشغال بتفسير الأمر وتحول أصابع الاتهام
 لمياه الشرب كان هناك من يحاول التقليل من حجم الكارثة بإذاعة بيانات غير صحيحة
عن أعداد المصابين وحصرهم في اعداد ضئيلة للتهوين من الأمر في الوقت نفسه كانت
هناك فرقة تحاول تدارك ما يمكن أن يكون خطأ والعمل علي تصحيحه ولو بشكل مؤقت

 بتطهير الخط القائم ومحو آثار التلوث بحسب شهادة الأهالي.
‎وبالرغم من أن قرية الزهراء كحال آلاف القري في مصر لا تحظي بخدمات الصرف

 الصحي في مصر نتيجة نقص الإمكانات والتمويل وتعتمد علي الطرق البدائية وهو

 ما يجب ان يقره المسئولين ويعترف به فالجميع في القرية والقري المجاورة.
‎يشكو سوء حالة المياه ويعلم عدم سلامتها وأنها تختلط بمياه الصرف في مناطق كثيرة

 بسبب وجود بعض خطوط المياة المتهالكة وعدم وجود محطة للصرف ورغم أن الأمر
 ليس جديدا علي المحافظة الا أن حالة الارتباك ظهرت علي الجميع.
‎والسؤال الآن إلي متي يظل المواطنون تحت رحمة إهمال المسئولين الذين لا قيمة لصحتهم
أو حتي حياتهم! فلا يكاد يمر عدة اشهر حتي تشهد إحدي قري أومدن مصر هنا أوهناك
 كارثة صحية أو واقعة تسمم يدفع ثمنها العشرات وذووهم من ايام وليالي يمضونها في
 هلع داخل جدران واروقة المستشفيات مترقبين لمصير مجهول في الوقت الذي يتباري
 فيه المسئولون ويستميتون للدفاع عن الحكومة ودرء التهم الموجهة اليها بالتقصير
 والتهاون والتسبب في الكارثة لنجدهم في النهاية يطلقون الوعود ويتفنون في ابتداع
الحلول للقضاء تماما علي المشكلة حتي يمر الوقت وتطويها غياهب النسيان الي أن تظهر
 مرة أخري كارثة جديدة تفتح الملف من جديد وما بين الاتهامات المتبادلة بتلوث المياه أو
 تناول الترمس أو المشاركة في طعام فاسد في احد الافراح أو تسرب الاسماك الملوثة
 والفاسدة التي تم شراؤها من سوق البلدة تكاد الحقيقة تضيع في ظل غياب الشفافية
 ورفض المسئولين الإفصاح عن تفاصيلها وملابستها وتوضيح ما حدث للرأي العام. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق